والجواب عليه من وجوه عديدة أيضا :
أولا : يلاحظ أن هذه النقولات التي أشار إليها الباحث ليست بنقولات ، وإنما هي ذكر عبارة واضحة تخالف منهج المفسر ، فيدرجها الناسخ بقوله : (كذا في تفسير الثعلبي) أو (كذا قال عبد الصمد) أو (كذا في الصحيحين). فهي في تقديرنا إدراج من الناسخ وليس من المؤلف. هذا أولا.
ثانيا : ثم إن هذا الإستدراك من الناسخ يأتي دائما في نهاية عبارة المصنف وبعد إتمام فكرته وانتهائه منها. ثم يذكر العبارة على سبيل الحكاية ، لا على سبيل الرواية أو الإسناد ، والإدراج فيها واضح. وحقيقة في البدء اضطرب عندي الأمر وأنا أنظر في هذه العبارة المقحمة ، ثم وجدت بعد أن اعتدت على أسلوب المصنف رحمهالله ، أن هذه العبارات مقحمة من الناسخ ، وهذا يرد عند النسّاخ فعله وهو لا يخفى بعد التأمل.
ثالثا : بل ربما لا يخفى على الناظر ، أن الإمام أبي إسحق الثعلبي أنه ينقل من تفسير الإمام الطبراني ، أو من تفسير من نقل عنه ، حتى أنه يكاد يأتي بالعبارة نفسها ، أو بالآثار ونصوص الأحاديث ذاكرا الإسناد ، وكل من أتى بعد الثعلبي كان يشير إلى تفسير الثعلبي حين ينقل عنه بقولهم : (قال الثعلبي) كما هو معروف في كتب التفسير كالجامع لأحكام القرآن وغيره على سبيل الرواية والإسناد إليه ، لا على سبيل الحكاية والمثال أنه كذا في تفسير الثعلبي أو غيره من كتب التفسير ، وهذا مما ينبغي ملاحظته عند المحقق أو التحقيق.
رابعا : ويلاحظ في هامش التفسير تعليقات القاضي عبد الصمد وهي كثيرة تكاد تكون في غالب صفحات المخطوط ، وعلى ما يبدو لي أن الناسخ أو دارس المخطوط قد نقل من تفسير عبد الصمد ونسب القول إليه ، كما في سائر نقولاته على هامش المخطوط ، إذ أنه يحيل النص في الهامش ويعزوه إلى قائله ، وهذا هو الراجح ، حيث أنه أشار إلى نقولات من تفسير الكشاف والبيضاوي والقرطبي وعبد الصمد. كل ذلك في الهامش مما يدل على أنه ينقل عنهم ويراجع فيهم وينظر ، وهو ما يؤكد أن التفسير ليس كما قال الأستاذ باجس من أنه تفسير