قال الحسن بن أبي الحسن (١) : الآية في العبّاد. وقال إبراهيم بن أدهم : هي في الذين يعملون بما علموا (٢). وقال أبو سليمان الدّارانيّ : ليس الجهاد في هذه الآية قتال العدو فقط ؛ بل هو نصر الدّين والردّ على المبطلين وقمع الظالمين ؛ وأعظمه الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ومنه مجاهدة النفوس في طاعة الله عزوجل وهو الجهاد الأكبر ؛ قاله الحسن (٣) وغيره ، وفيه حديث عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم «رجعتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر» (٤) و «السبل» هنا يحتمل أن تكون طرق الجنة ومسالكها ، ويحتمل أن تكون سبل الأعمال المؤدّية إلى الجنة ، قال يوسف بن أسباط : هي إصلاح النيّة في الأعمال ، وحب التزيّد والتفهّم ، وهو أن يجازى العبد على حسنة بازدياد حسنة وبعلم ينقدح من علم متقدم.
قال ص : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا) : مبتدأ خبره القسم المحذوف ، وجوابه وهو : (لَنَهْدِيَنَّهُمْ) ، انتهى.
وقال الثعلبي : قال سهل بن عبد الله : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا) في إقامة السنة (لَنَهْدِيَنَّهُمْ) سبل الجنة ؛ انتهى. واللام في قوله (لَمَعَ) لام تأكيد.
__________________
(١) ذكره ابن عطية (٤ / ٣٢٦)
(٢) ذكره ابن عطية (٤ / ٣٢٦)
(٣) ذكره ابن عطية (٤ / ٣٢٦)
(٤) أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (١٣ / ٤٩٣) من حديث جابر.
وقال الحافظ العراقي في «تخريج الإحياء» (٣ / ٧) : أخرجه البيهقي في «الزهد» من حديث جابر ، وقال : هذا إسناد فيه ضعف.