نحن بنات طارق |
|
نمشي على النّمارق (١) |
انتهى.
ت واستصوب ابن هشام نصبه على النداء ، قاله في «المغني». وقوله تعالى : (وَاذْكُرْنَ) يعطي أن أهل البيت نساؤه ، وعلى قول الجمهور : هي ابتداء مخاطبة ، والحكمة السنّة ، فقوله : (وَاذْكُرْنَ) يحتمل مقصدين : كلاهما موعظة أحدهما : أن يريد تذكّرنه ، واقدرنه قدره ، وفكّرن في أنّ من هذه حاله ينبغي أن تحسن أفعاله ، والثاني : أن يريد : (اذْكُرْنَ) بمعنى : احفظن واقرأن وألزمنه ألسنتكنّ.
ت : ويحتمل أن يراد ب (اذْكُرْنَ) إفشاؤه ونشره للناس ، والله أعلم. وهذا هو الذي فهمه ابن العربيّ (٢) من الآية ، فإنّه قال : أمر الله أزواج رسوله أن يخبرن بما ينزل من القرآن في بيوتهن وبما يرين من أفعال النّبي صلىاللهعليهوسلم وأقواله ، حتى يبلغ ذلك إلى الناس ، فيعملوا بما فيه ويقتدوا به ، انتهى. وهو حسن وهو ظاهر الآية وقد تقدم له نحو هذا في قوله تعالى : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً) [النساء : ١٢٨] الآية ذكره (٣) في «أحكام القرآن».
(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (٣٥)
وقوله تعالى : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ ...) الآية : روي في سببها ؛ أنّ أمّ سلمة قالت : يا رسول الله ، يذكر الله تعالى الرجال في كتابه في كلّ شيء ، ولا يذكرنا ، فنزلت الآية في ذلك ، وألفاظ الآية في غاية البيان.
__________________
(١) «الرجز» لهند بنت عتبة في «أدب الكاتب» ص (٩٠) ؛ و «الأغاني» (١٢ / ٣٤٣) ، (١٥ / ١٤٧) ؛ ولها أو لهند بنت بياضة بن رياح بن طارق الإيادي في «شرح شواهد المغني» (٢ / ٨٠٩) ؛ و «لسان العرب» (١٠ / ٢١٧) (طرق) ؛ ولهند بنت بياضة بن رياح بن طارق الإياديّ في «معجم ما استعجم» ص (٧٠) ، ولهند بنت الفند الزماني (سهل بن شيبان) في «الأغاني» ٢٣ / ٢٥٤ ، ولهند دون تحديد في «لسان العرب» (١٠ / ٣٦١) (نمرق) ، وللقرشية في «جمهرة اللغة» ص (٧٥٦) ، وبلا نسبة في «الأغاني» (١٢ / ٣٤٢) ؛ و «مغني اللبيب» (٢ / ٣٨٧) ؛ و «همع الهوامع» (١ / ١٧١).
واستشهد فيه بقولها : «نحن بنات طارق نمشي» حيث اعترضت جملة الاختصاص بين المبتدأ والخبر ، وهذا جائز.
(٢) ينظر : «أحكام القرآن» (٣ / ١٥٣٨)
(٣) ينظر : «أحكام القرآن» (١ / ٥٠٤)