واجبا عليه. لما ذا؟ لأن الفقهاء قالوا : إن المراد في حل من عدم التمكين حتى تأخذ المهر. ولو لم يعجّل النبيّ صلىاللهعليهوسلم مهور نسائه لكنّ في حل من حق الامتناع ، وهو لو طلبهن ما كان لهن حق الامتناع ، لأنه عصيان لأمر الرسول صلىاللهعليهوسلم هكذا يقرر المفسرون حكما : هو الوجوب على الرسول صلىاللهعليهوسلم ، لأن الفقهاء قالوا ، وبعد تسليم الذي قالوا ، كيف يكون الامتناع في هذه الحالة معصية؟!! وهو مقرر بقاعدة شرعية هي التي نقلتموها عن الفقهاء!! وكذلك نريد أن نخرج مما خاضوا فيه من بحث أن المملوكات من غير الفيء هل كنّ حلالا له أو لا؟ وإنك لتعجب حين تراهم يقولون : هل كانت تحته مملوكات من غير هذا النوع أو لم يكن؟ ثم يقررون أنه لم يكن!! وإذا سئلوا عن مارية قالوا : إنّ هدية الحربيين بمنزلة الفيء. وكان خيرا لهم من هذا أن يبحثوا المسألة من الوجهة التاريخية ، ولا يكتفوا بسرد رواية لا يعلم مدى صحتها إلا الله.
وأعجب من هذا أنّك تسمعهم يروون أن من بين أزواجه زينب بنت خزيمة الأنصارية ، وهي التي كانت تعرف بأمّ المساكين. ثم يخوضون في أنّ غير المهاجرات كنّ محرّمات عليه أولا قبل التحريم والتحليل.
ابحثوا الذي وقع واعرفوه ، ثم قولوا : هل الذي وقع كان واجبا لا معدى عنه :
أم كان التزاما للحالة الفضلى؟ هذا إذا ثبت أن جميع نسائه كن مهاجرات.
وأشد عجبا من ذلك كله خوضهم في المراد بالأزواج اللاتي أحلّهن الله لنبيه صلىاللهعليهوسلم ، فيقولون : هنّ من كنّ في عصمته : كعائشة ؛ وحفصة ؛ ممن تزوجها بمهر.
ويزعمون أن الذي يلجئهم إليه هو دفع التعارض بين هذا ، وبين قوله تعالى بعد ذلك :
(لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَ).
ولو أنهم حملوا الإحلال على الإذن العام بالنكاح من هذه الأصناف الأربعة : الممهورات ، والمملوكات ، والأقارب ، والواهبات أنفسهن من غير مهر ، ثم يجيء قوله تعالى : (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ) ملزما بالوقوف عند ما انتهى إليه من الزوجات لا يعدوهنّ ، كما أباح النساء للناس ، ثم بيّن لهم الوقوف عند الأربع من غير المحرمات بأسباب التحريم ، لو أنهم فعلوا ذلك لما كان للذي ظنوه من التعارض أي أثر. ولما كانوا في حاجة إلى أن يحملوا بنات العم وبنات العمات على القرشيات ، وبنات الخال وبنات الخالات على أقاربه من بني زهرة.
ولكنّ الذي ألجأهم إلى ذلك هو أنهم لم يجدوا في نسائه واحدة من بنات عمه ، وبنات عماته لم يكن منهن إلا زينب ، وهذا الذي ذهبوا إليه إن نفعهم في بنات العمومة لا