(وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ) إنما هو شرط شرطه الله على النساء أخرجه البخاري (ق) عن أم عطية قالت «بايعنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئا ونهانا عن النياحة فقبضت امرأة منا يدها فقالت فلانة أسعدتني فأنا أريد أن أجزيها فما قال لها النبي صلىاللهعليهوسلم شيئا فانطلقت ثم رجعت فبايعها» ، (ق) عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال «ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية» عن أسيد بن أسيد عن امرأة من المبايعات قالت «كان فيما أخذ علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم من المعروف الذي أخذ علينا أن لا نعصيه فيه أن لا نخمش وجها ولا ندعو ويلا ولا نشق جيبا ولا ننشر شعرا» أخرجه أبو داود عن أنس رضي الله عنه «إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أخذ على النساء حين بايعهن أن لا ينحن فقلن يا رسول الله نساء أسعدننا في الجاهلية فنسعدهن فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا إسعاد في الإسلام» أخرجه النسائي ، (م) عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقوم يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب» وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال «لعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم النائحة والمستمعة» أخرجه أبو داود ، وقوله تعالى : (فَبايِعْهُنَ) يعني إذا بايعنك على هذه الشروط فبايعهن (وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) عن أميمة بنت رقية قالت «بايعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم في نسوة فقال لنا فيما استطعتن وأطقتن قلنا الله ورسوله أرحم بنا منا بأنفسنا قلت يا رسول الله بايعنا قال سفيان يعني صافحنا فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة» أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ (١٣))
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) يعني من اليهود وذلك أن ناسا من فقراء المسلمين كانوا يخبرون اليهود بأخبار المسلمين يتوصلون إليهم بذلك فيصيبون من ثمارهم فنهاهم الله عن ذلك» (قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ) يعني اليهود وذلك أنهم عرفوا محمدا صلىاللهعليهوسلم وأنه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فكذبوا به فيئسوا من أن يكون لهم ثواب أو خير في الآخرة (كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) يعني كما يئس الذين ماتوا على الكفر وصاروا في القبور من أن يكون لهم ثواب في الآخرة وذلك أن الكفار إذا دخلوا قبورهم أيسوا من رحمة الله تعالى وقيل معناه كما يئس الكفار من أصحاب القبور أن يرجعوا إليهم والمعنى : أن اليهود الذين عاينوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولم يؤمنوا به قد يئسوا من ثواب الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور أن يرجعوا إليهم ، والله سبحانه وتعالى أعلم.