النواس بن سمعان قال «سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن البر والإثم فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس» ، عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم» أخرجه أبو داود وعنها قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «إن من أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله» أخرجه الترمذي وقال حديث حسن.
عن أبي الدرداء أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله تعالى يبغض الفاحش البذيء» أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ، وله عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال «إن من أحبكم إلى الله وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا» ، (ق) عن البراء رضي الله عنه قال «كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا ليس بالطويل ولا بالقصير» (ق) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال «إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لم يكن فاحشا ولا متفحشا» وكان يقول «خياركم أحاسنكم أخلاقا» (ق) عن أنس رضي الله عنه قال «خدمت النبي صلىاللهعليهوسلم عشر سنين والله ما قال لي أف قط ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا» زاد الترمذي «وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم من أحسن الناس خلقا وما مسست خزا قط ولا حريرا ولا شيئا كان ألين من كف رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولا شممت مسكا قط ولا عطرا كان أطيب من عرق رسول الله صلىاللهعليهوسلم» ، (خ) عنه قال «إن كانت الأمة لتأخذ بيد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فتنطلق به حيث شاءت» زاد في رواية «ويجيب إذا دعي» وعنه قال «كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده ولا يصرف وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه ولم ير مقدما ركبتيه بين يدي جليس له» أخرجه الترمذي ، (ق) عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت «ما خير رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلىاللهعليهوسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم» ، زاد مسلم عنها «وما ضرب رسول الله صلىاللهعليهوسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله تعالى» (ق) عن أنس قال «كنت أمشي مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته ثم قال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وضحك وأمر له بعطاء» ، (ق) عنه رضي الله عنه قال «كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم أحسن الناس خلقا وكان لي أخ يقال له أبو عمير وكان فطيما كان إذا جاءنا قال يا أبا عمير ما فعل النغير لنغير كان يلعب به» النغير طائر صغير يشبه العصفور إلا أنه أحمر المنقار (م) عن الأسود قال «سألت عائشة ما كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يفعل في بيته؟ قالت : كان يكون في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة» المهنة الخدمة عن عبد الله بن الحارث بن جزء قال «ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلىاللهعليهوسلم» أخرجه الترمذي قوله تعالى :
(فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (٥) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (٦) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٧) فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (٨))
(فَسَتُبْصِرُ) أي يا محمد (وَيُبْصِرُونَ) يعني أهل مكة إذا نزل بهم العذاب (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) قال ابن عباس معناه بأيكم المجنون وقيل الباء بمعنى «في» معناه فستبصر ويبصرون في أي الفريقين المجنون في فريقك أو فريقهم وقيل المفتون هو الشيطان الذي فتن بالجنون (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) معناه إنهم رموه بالجنون والضلال ووصفوا أنفسهم بالعقل والهداية فأعلم الله تعالى أنه هو العالم بالفريقين الضال والمهتدي والمجنون والعاقل (فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ) يعني مشركي مكة وذلك أنهم دعوه إلى دين آبائه فنهاه الله أن يطيعهم.