ليصبح عند رأس كل رجل منا كتاب منشور من الله أنك رسوله نؤمر فيه باتباعك ، وقيل إن المشركين قالوا يا محمد بلغنا أن الرجل من بني إسرائيل كان يصبح ، وعند رأسه ذنبه وكفارته فأتنا بمثل ذلك (كَلَّا) أي لا يؤتون الصحف وهو ردع لهم عن هذه الاقتراحات (بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ) أي لا يخافون عذاب الآخرة والمعنى أنهم لو خافوا النّار لما اقترحوا هذه الآيات بعد قيام الأدلة ، لأنه لما حصلت المعجزات الكثيرة كفت في الدّلالة على صحة النّبوة فطلب الزّيادة يكون من باب التعنت (كَلَّا) أي حقا (إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ) يعني إنه عظة عظيمة (فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ) أي اتعظ به فإنما يعود نفع ذلك عليه (وَما يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) أي إلا أن يشاء الله لهم الهدى فيتذكروا ويتعظوا (هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) أي هو حقيق بأن يتقيه عباده ويخافوا عقابه فيؤمنوا به ويطيعوه ، وهو حقيق بأن يغفر لهم ما سلف من كفرهم وذنوبهم وقيل هو أهل أن تتقى محارمه ، وأهل أن يغفر لمن اتقاه عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال في هذه الآية : هو أهل التّقوى وأهل المغفرة قال الله تبارك ، وتعالى أنا أهل أن أتقى فمن اتقاني فلم يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له أخرجه التّرمذي ، وقال حديث غريب وفي إسناده سهيل بن عبد الله القطيعي وليس بالقوي في الحديث وقد تفرد به عن ثابت ، والله تعالى أعلم بمراده.