الثاني عشر : الورع : وهو لزوم الأعمال الجميلة التي يكون فيها كمال النفس.
إذا عرفت هذا فنقول : الإمام نصّب لتكميل هذه في الناس ، فلا بدّ وأن يكون فيه أكمل ما يمكن دائما فى كلّ وقت ، وذلك يوجب العصمة.
السابع والثمانون : الشجاعة إنّما تحصل بانقياد القوّة السبعية للنفس الناطقة ، فتكون الحركة السبعية معتدلة ، فلا [تهيج] (١) في غير ما ينبغي ، [ولا تحمى أكثر ممّا ينبغي] (٢).
وإنّما يظهر بحسن انقيادها للنفس الناطقة المميّزة واستعمال ما يوجبه الرأي في الأمور الهائلة ، أعني ألّا يخاف من الأمور المفزعة إذا كان فعلها جميلا والصبر عليها محمودا. وإذا لم يظهر أثر انقيادها لها في اللذّات الحسّية والشهوات الحيوانية المحرّمة لم [يظهر] (٣) فعلها ولم يكن على أصل.
والإمام أشجع الناس في كلّ وقت يفرض ؛ لاحتياجه إلى ذلك ، وهو ظاهر. فلا تغلب السبعية الناطقة العقلية في وقت من الأوقات ، خصوصا فيما يتعلّق بالشهوات الحيوانية ، فيكون معصوما.
الثامن والثمانون : أنواع الشجاعة ثمانية :
الأوّل : كبر النفس : وهو الاستهانة باليسار ، والاقتصار على حمل الكرامة والهوان وتنزيه النفس عن الدناءات.
الثاني : النجدة : وهو ثقة النفس عند المخاوف بحيث لا يخامرها جزع.
الثالث : عظم الهمّة : وهي فضيلة للنفس بها يحتمل سعادة الجسد وضدّها حتى الشدائد التي [تعرض] (٤) عند الموت.
__________________
(١) في «أ» : (ينتج) ، وما أثبتناه من «ب».
(٢) من «ب».
(٣) في «أ» : (يحرم) ، وما أثبتناه من «ب».
(٤) من «ب».