الواصلين ، وبهم تجاب دعوة الداعين ، وتحصل النجاة لمحبّيهم المخلصين ، فمن أقرّ بحقّهم فهو في أعلى علّيّين ، ومن أنكر فضلهم فهو في أسفل السافلين ، صلاة دائمة متّصلة إلى يوم الدين.
أمّا بعد :
فإنّ أضعف عباد الله تعالى الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي يقول : أجبت سؤال ولدي العزيز عليّ محمّد ـ أصلح الله له أمر داريه كما هو بارّ بوالديه ، ورزقه أسباب السعادات الدنيويّة والأخروية كما أطاعني في استعمال قواه العقليّة والحسّية ، وأسعفه ببلوغ آماله كما أرضاني بأقواله وأفعاله ، وجمع له بين الرئاستين كما لم يعصني طرفة عين ـ من إملاء هذا الكتاب الموسوم ب : (كتاب الألفين الفارق بين الصدق والمين) ، فأوردت فيه من الأدلّة اليقينيّة والبراهين العقليّة والنقلية ألف دليل على إمامة سيّد الوصيّين عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليهالسلام ، وألف دليل أخرى على إبطال شبه الطاعنين ، وأوردت فيه من الأدلّة على [إمامة] (١) باقي الأئمّة عليهمالسلام ما فيه كفاية للمسترشدين ، وجعلت ثوابه لولدي ، [وقاه الله] (٢) كلّ محذور ، وصرف عنه جميع الشرور ، وبلّغه جميع أمانيه ، وكفاه الله أمر (٣) معاديه وشانيه.
وقد رتّبته على مقدّمة ومقالتين وخاتمة.
* * *
__________________
(١) من «ب».
(٢) في «أ» : (وقاني) ، وفي «ب» : (وقاني الله عليه) ، وفي هامش «ب» : (وقاه) بدل : (وقاني) ، وما أثبتناه وفقا لما في «ب» وما في هامشها.
(٣) في هامش «ب» : (شرّ) بدل : (أمر).