مقدورا ممكنا استحال وجوبها عينا ، بل كان الله تعالى قد أوجب [أحدهما] (١) لا بعينه.
وهذا الدليل إنّما يتأتّى على قواعد المعتزلة [القائلين] (٢) بوجوب الإمامة سمعا (٣) ، ولا يتأتّى على قواعد الإمامية القائلين بوجوبها عقلا (٤) ولا على قواعد الأشاعرة (٥).
ولأنّه قد ثبت بالتواتر إجماع المسلمين في الصدر الأوّل أنّهم قالوا : يمتنع خلو الوقت عن خليفة (٦) ، ولو قام غير الإمامة مقامها لما امتنع ذلك.
[و] (٧) فيه نظر ، فإنّه يدلّ على ذلك الوقت ، والمدّعى في كلّ الوقت.
وعن الثاني بوجهين :
الأوّل : أنّ قرب المكلّفين من الطاعة وبعدهم عن المعصية ممّا يطابق غرض
__________________
(١) في «أ» : (لأحدهما) ، وما أثبتناه من «ب».
(٢) من «ب».
(٣) انظر : قواعد المرام في علم الكلام : ١٧٥. المغني (الإمامة ١) : ١٦ ، و ٤١ وما بعدها. كتاب المحصّل : ٥٧٤.
(٤) النكت الاعتقادية : ٣٩. الاقتصاد فيما يتعلّق بالاعتقاد : ٢٩٦ ـ ٢٩٧. قواعد المرام في علم الكلام : ١٧٥. وانظر : كتاب المحصّل : ٥٧٣.
(٥) كتاب أصول الدين : ٢٧١ ـ ٢٧٢.
الأشاعرة : هم أصحاب أبي الحسن عليّ بن إسماعيل الأشعري ، كان معتزليا وأعلن تخلّيه عن المعتزلة في مسجد البصرة واعتنق مذهبا جديدا ، حيث جعل كلامه على أربعة أركان ، وكلّ ركن على عشرة أصول. كان هذا المذهب ضعيفا في بداية نشوئه ، وبمجرّد وصول الوزير نظام الملك إلى الوزارة قام بتوطيده وتقويته ، وأسّس المدرسة النظامية في بغداد لترويج ذلك المذهب. موسوعة الفرق الإسلامية : ١٠٩ ـ ١١٣.
(٦) انظر : الإمامة والتبصرة من الحيرة : ٢٥ ـ ٣٢. أوائل المقالات (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ٤ : ٣٩. المواقف في علم الكلام : ٣٩٥.
(٧) من «ب».