وقوله جل جلاله : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) [المائدة : ٦٧]
٢ ـ وأما الشهادة الإعجازية ، فهى إمداده بالمعجزات التى تؤيده ، لتكون دليل صدق على نبوته ، ويتم ذلك بإظهار خوارق العادات.
وأول المعجزات التى أمده بها «القرآن العظيم» ، المعجزة المعنوية ، الوحى الذى أوحاه الله تعالى إليه ، إنها أعظم معجزة عرفتها البشرية ، المعجزة التى جعلته قارئا كاتبا ، حيث نزل الوحى على قلبه الطاهر بقوله : (اقْرَأْ)
فقال : ما أنا بقارىء ، قال له الوحى (اقْرَأْ) ، فقال : ما أنا بقارىء ، فنزل قول الحق : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) أى بأمر ربك .. ستقرأ يا محمد ، وستكون من القارئين العالمين ، العارفين المعلمين ، المفسّرين .. هذا فى الوقت الذى كان معلوما فيه ـ أنه صلىاللهعليهوسلم ـ كان أميّا ، لم يقرأ ولم يكتب قط ، ولم يجلس بين يدى معلم قط ـ وأيضا إذ العادة قاضية باستحالة تكلمه بالعلوم والمعارف ، ومعرفته لها ، وتفوقه فيها ، فضلا عن أن يأتى بما لم يأت به غيره من معاصريه ..
فالوحى الإلهى «القرآن الكريم» قد حوى : أمور الدين والدنيا ، أمور الهداية والتشريع ، واشتمل على قدر من العلوم الإلهية ، حيث أثبت الكثير من الحقائق العلمية ، مثل :
١ ـ نظام التزاوج ، يشير إلى هذا القانون ، قوله تعالى :
(سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ) [يس : ٣٦]