لا يكاد يعرف كلام العرب جيدا ، ولا يحيط علما بفهم كتابه أيضا ، فلهذا وقع فى تعريبهم لها خطأ كثير لفظا ومعنى ..
* إن الذى دلّ عليه القرآن العظيم ـ أنه كان عليهما لباس ، وهو قوله تعالى : (يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما) [الأعراف : ٢٧]
فهذا النص القرآنى لا يرد لغيره من الكلام ، ويدعمه ما ذكره ابن أبى حاتم ـ بإسناده ـ إلى أبىّ بن كعب. قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم :
«إن الله خلق آدم رجلا طوالا ، كثير شعر الرأس. كأنه نخلة سحوق (طويلة) ، فلما ذاق الشجرة ، سقط عنه لباسه ، فأول ما بدا منه عورته ، فلما نظر إلى عورته جعل يشتد فى الجنة ، فأخذت شعره شجرة ، فنازعها ، فناداه الرحمن ـ عزوجل : يا آدم .. منّى تفرّ؟ فلما سمع كلام الرحمن ، قال : يا رب .. لا ، ولكن استحياء».
وفى رواية أخرى. ذكر الحافظ ابن عساكر ، باسناده ـ إلى أبىّ بن كعب ، قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم : «إن أباكم آدم كان كالنخلة السحوق ، ستون ذراعا ، كثير الشعر ، موارى العورة ، فلما أصاب الخطيئة فى الجنة ، بدت له سوأته ، فخرج من الجنة ، فلقيته شجرة ، فأخذت بناصيته ، فناداه ربه : أفرارا منى يا آدم؟ قال : بل حياء منك يا رب مما جئت به».
* (وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ؟ قالا : رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) [الأعراف : ٢٢ ، ٢٣]
وهذا اعتراف ورجوع إلى الإبانة ، وتذلل وخضوع واستكانة ، وافتقار إليه تعالى فى الساعة الراهنة ، وهذا السر ما سرى فى أحد من ذريته إلا كان عاقبته إلى خير فى دنياه وأخراه.