ثابتة السند ، فإن هذا لا تفسير له. ومن الحق أن يقول فيه القارىء لكتاب الله .. (آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا ،) كما قال تعالى فى الراسخين فى العلم :
(يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ. رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
[آل عمران : ٧ ، ٨]
هذه وجهة نظر بعض العلماء المحدثين المعاصرين :
وقد استند هؤلاء العلماء ـ فى وجهة نظرهم هذه ـ إلى سند من القرآن الكريم نفسه ، فقد وصف بأنه (مبين) أى بيّن ، والبيّن لا يحتاج إلى تبيين. من مثل قوله تعالى.
(الر. تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) [يوسف : ١]
(الر. تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ) [الحجر : ١]
(طس. تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ) [النمل : ١]
(وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ. بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) [الشعراء : ١٩٢ ـ ١٩٥]
كما وصفت آياته بأنها بيّنات ، فقال تعالى :
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) [الجاثية ٢٥]
(وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ) [النور : ٣٤]
فإن هذا كله يدل على أن القرآن (بيّن) ، وكيف يحتاج الكلام البيّن إلى من يبيّنه ، إنه يبيّن نفسه ، وهذا بخلاف المجمل من آيات الأحكام ، فإنه قد جاء النص ببيان أن النبى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قد فسّره ، فقد قال الحق سبحانه :
(وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)
[النحل : ٤٤]