فبعث الله إليهم نبيّه الضرير ، خطيب الأنبياء ، شعيبا عليهالسلام ، ليقوّم أخلاقهم ، ويرشدهم إلى العقيدة الصحيحة ، عقيدة التوحيد ، ويحثهم على عدم الإفساد فى الأرض ، حتى لا يبعدوا عن الغاية الأساسية التى من أجلها خلق الله الخلق ، وفى هذا يتفق مع غيره من الأنبياء ، الذين بعثهم الله سبحانه من أجل هداية البشر.
وتعد قصة نبى الله شعيب وأصحاب الأيكة .. قصة الحث على المعاملة الطيّبة ابتغاء مرضاة الله.
والباحث المتأمل فى كتاب الله ، يجد أن قصة شعيب ـ عليهالسلام ـ مع قومه ، قد وردت فى مواضع عدة : فى سورة الأعراف (٨٥ ـ ٩٢) ، وسورة هود (٨٤ ـ ٩٤) ، وفى سورة الشعراء (١٧٧) ، وسورة العنكبوت (٣٦). كما ورد ذكر أصحاب الأيكة فى سورة الحجر (٧٨) ، وسورة الشعراء (١٧٦) ، وسورة ص (١٣) ، وسورة ق (١٤).
وكلها تشير إلى قصة بعث نبى الله شعيب إلى أهل مدين ـ أصحاب الأيكة ، لهدايتهم إلى عبادة الله وتوحيده وتنزيهه. يقول سبحانه فى سورة هود :
* (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً ، قالَ : يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ ، وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ ، وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) [هود : ٨٤]
ويقول عز شأنه فى سورة الأعراف :
* (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً ، قالَ : يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ ، قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ، فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ ، وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ ، وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ، ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [الأعراف : ٨٥]