٧ ـ علم الموهبة : والموهبة علم يورثه الله تعالى ـ لمن عمل بما علم ، وإليه الإشارة فى القرآن ، بقوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ)
[البقرة : ٢٨٢]
وبقول الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «من عمل بما علم ورّثه الله علم ما لا يعلم»
يقول السيوطى : «ولعلك تستشكل علم الموهبة ، وتقول : هذا شىء ليس فى قدرة الإنسان ، وليس الأمر كما ظننت من الإشكال ، والطريق فى تحصيله ارتكاب الأسباب الموجبة له من العمل والزهد ، قال صاحب البرهان : «اعلم أنه لا يحصل للناظر فهم معانى الوحى ، ولا تظهر له أسراره ، وفى قلبه بدعة ، أو كبر ، أو هوى ، أو حبّ دنيا ، أو وهو مصرّ على ذنب ، أو غير متحقق بالإيمان ، أو ضعيف التحقيق ، أو يعتمد على قول مفسر ليس عنده علم ، أو راجع إلى معقوله ، وهذه كلها حجب وموانع بعضها آكد من بعض. يقول الحق سبحانه : (سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ)
[الأعراف : ١٤٦]
قال ابن عيينة : «أنزع عنهم فهم القرآن» (١).
هذه هى العلوم التى اعتبرها العلماء أدوات ووسائل لفهم كتاب الله تعالى. ولا يخفى أن هذا العدد ليس حاصرا لجميع العلوم التى يحتاج إليها التفسير ، فإن القرآن الكريم قد اشتمل على أخبار الأمم الماضية ، وسيرهم وحوادثهم ، وهى أمور تقتضى الإلمام بعلمى التاريخ ، وتقويم البلدان ، لمعرفة العصور والأمكنة ، التى وجدت فيها تلك الأمم ، ووقعت فيها هذه الحوادث.
__________________
(١) الإتقان فى علوم القرآن ٢ / ١٨٠