كما قال عز شأنه : (يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ) [سبأ : ١٠]
قال ابن عباس ـ فى تفسير هذه الآية (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ) أى عند آخر النهار وأوله ، أو عند الغروب والشروق ، وذلك أنه كان الله تعالى قد وهبه من الصوت العظيم ما لم يعطه أحد ، بحيث أنه كان إذا ترنم بقراءة كتابه يقف الطير فى الهواء يرجّع بترجيعه ، وتسبح بتسبيحه ، وكذلك الجبال تجيبه ، وتسبح معه كلما سبح بكرة وعشيا.
وقال الأوزاعى : بإسناده ـ أعطى داود من حسن الصوت مالم يعط أحد قط ، حتى أن كان الطير والوحش ينعكف حوله حتى يموت عطشا وجوعا ، وحتى أن الأنهار لتقف.
وقال وهب بن منبه : كان لا يسمعه أحد إلّا حجل كهيئة الرقص ، وكان يقرأ الزبور بصوت لم تسمع الآذان بمثله ، فيعكف الجن والإنس والطير والدواب على صوته ، حتى يهلك بعضها جوعا.
روى عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ أنها قالت : سمع رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ صوت أبى موسى الأشعرى ، وهو يقرأ فقال : «لقد أوتى أبو موسى من مزامير آل داود» وفى رواية : «لقد أعطى أبو موسى من مزامير داود (١)
٦ ـ واختصه الله بالقوة الجسدية والعضلية ، التى يسّرت له إلانة الحديد.
قال الحق ـ تبارك وتعالى : (وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ. أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ) [سبأ : ١٠ ، ١١] أعانه الله ـ سبحانه ـ على عمل الدروع من الحديد ،
__________________
(١) رواه أحمد.