ومن البديهى لدارس القرآن وتاليه ، أن يعلم من الآيات المتفرقة فى سوره ، والمنتشرة فى أنحائه ، ما يكون متعلقا بموضوع واحد ، وتكون تلك الآيات متعددة فى أمكنتها من القرآن ، موزعة فى سوره. وهى مع تعددها وتفرقها متحدة الموضوع ، مشتركة فى نوعية البحث ، لكن النظم القرآنى وفقا للترتيب الإلهى ، استوجب توزيعها لذكرها فى مناسباتها ، واستلزم تفريقها حتى تطلب عند الحاجة إليها ، وعند وجود الدافع إلى استخراجها وذكرها.
* من ذلك على سبيل المثال ، ما يتعلق بموضوعات : الخمر ، والجهاد فى سبيل الله ، والدعوة إلى الله ، وأيضا الزواج والطلاق ، وقصص الأنبياء ، ..
إلى آخر الموضوعات التى اشتمل عليها القرآن.
* فمما يتعلق بالخمر ، فى الآيات المكية :
قوله تعالى فى سورة النحل : (وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً) [الآية : ٦٧]
ومما يتعلق بها ـ فى الآيات المدنية ، ما جاء فى عدد من السور :
ففى سورة البقرة ، قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ، قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما) [البقرة : ٢١٩]
وفى سورة النساء ، قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ.) [الآية : ٤٣].
وفى سورة المائدة ، قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
[الآية : ٩٠]