٢ ـ التفسير الإجمالى
اللون الثانى من التفسير .. هو الذى يعمد فيه الباحث المفسر ، إلى الآيات القرآنية ، على ترتيب تلاوتها ، أو وضعها فى المصحف ، فيقصد إلى معانى جملها ، متتبعا ما ترمى إليه من مقاصد ، وما تهدف إليه الجمل من أهداف ، ويتوخى المفسر فى عرضه لهذه المعانى ، وضعها فى إطار من العبارات ، التى يصوغها من ألفاظه ، ووضعها فى قوالب تقربها من الأفهام ، وتجعلها مفهومة متداركة من القارئين أو السامعين.
والمفسر ـ فى هذا المنهج الإجمالى ، إذ يسير على نهج القرآن فى ترتيبه ، يجعل المعانى بعضها متصلا ببعض. وهو إذ يلفظ بعبارته التى صاغها من ألفاظه ، يأتى بين الحين والحين بلفظ من ألفاظ القرآن ، حتى يشعر السامع أنه لم يكن بعيدا ـ فى تعبيره ـ عن سياق القرآن ، وحتى يحقق التفسير من جانب ، ويكون رابطا نفسه بنظم القرآن من جانب آخر ، ويكون فى الموضوع الذى يغرب ، أو يصعب فيه لفظ القرآن ، آتيا بلفظ يكون أوضح عند السامعين ، وأيسر فى الفهم عند القارئين ، وفى المواضع التى يعبر فيها بألفاظ القرآن تكون تلك الألفاظ واضحة المعنى ، بيّنة المقصود ، وبذلك يكون فيما جاء به من ألفاظ موضحا للمقصود.
وهذا اللون من التفسير الإجمالى ، أشبه ما يكون بالترجمة المعنوية ، التى لا يتقيد فيها المترجم بالألفاظ والجمل ، وإنما يقصد بها إلى توضيح المعنى ، وإبراز مراميه وتجليتها فى بيان المقصود من جملها وتراكيبها.