وأما النهوض بالمجتمع ، فبما وثق بين أفراده من تعاون وتكافل ، مع تقديم كل الأسباب ، كى يتحقق الكمال الفكرى ، والروحى ، والاجتماعى ، الذى يطمح إليه الإنسان الممتاز.
وقد دعم الشيخ محمد عبده ـ فى تفسيره لهذا الجزء ـ فكرة وحدة السياق فى السورة الواحدة ، وأن المدار على عموم اللفظ ـ لا على خصوص السبب ، ودعا دعوة قوية إلى التسليم بكل ما هو من عالم الغيب ، كعالم الملائكة ، والجن ، والشياطين ، وكالبعث ، وما يتصل به من الثواب والعقاب ، فكل ذلك ينبغى أن نسلّم به لقصور عقولنا عن معرفة كنهه ، والتعمق فى حقائقه ..
فكان هذا التفسير نبراسا هاديا ، لكل من تصدى لتفسير القرآن تفسيرا موضوعيا ، استنادا إلى القرآن جميعه ، واعتمادا على الآيات القرآنية ذاتها ، والأحاديث النبوية الصحيحة ، وأقوال صحابة رسول الله ، وتابعيهم ، وما جاء فى المصادر المختلفة متصلا بمناسبات النزول.
ولقد سار على نفس المنهج علماء كثيرون ، نذكر منهم :
١ ـ الشيخ سيد قطب ـ رحمهالله.
٢ ـ الشيخ أمين الخولى ـ رحمهالله.
٣ ـ الدكتورة عائشة عبد الرحمن.
٤ ـ الدكتور شوقى ضيف.
٥ ـ الدكتور محمد خلف الله أحمد.
وإن كنا لا نغفل جهود هؤلاء العلماء المحدثين ، الذين كتبوا فى موضوعات عدة تتصل بالقرآن :
فقد ألف مصطفى صادق الرافعى كتابا فى إعجاز القرآن والبلاغة النبوية.