ثانيا : الأستاذ الدكتور شوقى ضيف :
أما دراسة أستاذنا الدكتور شوقى ضيف ، فهى دراسة ساقها إليه الدراسات الجامعية ، إذ كان القرآن يدرس بإيجاز ، على أنه لون من ألوان الفن الأدبى فى صدر الإسلام ، وكان قصار الدارس أن يتكلم بوجه عام عن أغراض القرآن ، ومعانيه ، وألفاظه ، ثم يفسح المجال للإستشهاد بنصوص مختارة.
وقد كان سيادته يقوم بتدريس مادة التفسير ـ فى بعض الأعوام ـ لطلاب قسم اللغة العربية ، فى كلية الآداب ، جامعة القاهرة ، وقد اتسع على يديه مجال الدراسة الأدبية للقرآن ، وأخذ يمتد على نحو حميد ، حيث شمل تحليل النصوص القرآنية ، تحليلا يكشف عن لألائها الساطع ، وموضوعاتها العظيمة ، وكان من نتائج دراساته القرآنية ، تلك الدراسة الجيدة لسورة الرحمن وقصار السور (١) ، التى تعد نموذجا جيدا للتفسير الموضوعى لسور القرآن.
يقول الدكتور شوقى عن الظروف التى دعته إلى تأليف هذه الدراسة الممتعة ، ومنهجه فيها :
«وكان من حسن حظى أن دعتنى صحيفة الأهرام فى سنة ١٣٨٩ للهجرة ، لأشارك فى شهر رمضان المبارك ، ببعض أحاديث دينية ، ورأيت أن أعرض فيها لبعض قصار السور ، ونشرت لى عرضا لسورة الفاتحة ، والتوحيد والعصر ، ووقع هذا العرض موقع استحسان من نفوس كثيرين ، كتبوا إلىّ أن أمضى فى عرض سور أخرى ودراستها ، واستحثنى كثير من الأصدقاء ، وطلب إلىّ عالم جليل أن أبدأ بعرض ودراسة لسورة الرحمن. سورة النعم الدنيوية والأخروية ،
__________________
(١) نشرت هذه الدراسة بعنوان (سورة الرحمن وقصار السور) فى دار المعارف بمصر ، وطبعت طبعات كثيرة.