وأضفت إليها عرضا ودراسة لسور قصار ، ضممت إليها سورة الفاتحة والتوحيد ، والعصر ، وجميعها تتناول أصول العقيدة الإسلامية ، وبعض مبادىء الإسلام الخلقية والاجتماعية ، وقد بسطتها جميعا من خلال آيات الذكر الحكيم ، بحيث كنت أتخذ من الآية نورا ، يهدينى إلى مضمونها العام فى القرآن ، وأحاول بقدر ما أستطيع عرضه ، ووصفه ، سواء اتصل ذلك بعظمة الله ، وجلاله ، ورحمته ، وآلائه فى الدنيا والآخرة ، أو بالرسالة والرسل ، أو بالملائكة ، والجن ، والشياطين ، أو بماهية الحياة بعد الموت ، والثواب والعقاب فى الآخرة ، أو بالتهذيب الروحى والخلقى ، أو بالعلاقات العمرانية ، أو بتحرير الإنسان من الهوى ، والخرافات وجملة الآثام ، أو بدفعه إلى استغلال عقله ، وكشف قوانين الكون وأسراره ، أو بإيقاظ وجدانه ومشاعره ، والسمو به إلى الكمال الإنسانى المأمول. (١)
وهكذا نشطت الدراسات الموضوعية والأدبية ، لنصوص الكتاب الكريم ، فى عهدنا الحاضر ، نشاطا حافلا ، نرجو أن يتزايد ويمتد حتى يصبح للمكتبة القرآنية مكانها اللآئق فى دنيا البيان ، إذ تجمعت دواع مختلفة تدعو إلى نشاط هذه الدراسات ، وتؤذن باكتمالها الزاهر فى يوم قريب ـ بعد أن دعت الحاجة إليه ، نظرا لتقدم العلوم والمعارف ، وتغيرت العادات والتقاليد ، وظروف الحياة ، عما كانت عليه من قبل ، وأصبحت الحاجة ماسة إلى النظر فى القرآن ، للكشف عما فيه من تشريعات وقواعد وسلوك حميد ، وللاسترشاد به فى كل حال من أحوالنا ، وشأن من شئوننا ، لاشتمال كتاب رب العالمين على كثير من المباحث والموضوعات ، التى تخدم الفرد والمجتمع ، وتدفع بالجميع إلى معرفة أقوى
__________________
(١) سورة الرحمن وقصار السور ـ المقدمة ص ١١