وأرسخ لفهم القرآن ، وإعلاء كلمة الله ، فكان لا بد من الاتجاه إليه ، نستوحيه فى كل شأن من شئوننا ، ونسترشد به فى كل حال من أحوالنا ، فهو الدواء من الأسقام النفسية ، والعلل الجسمية ، وهو العلاج الناجع لكل مشاكلنا السياسية والاجتماعية.
من هنا نقول ـ إننا لسنا فى حاجة ـ إلى التفسير الموضوعى ، فى أى زمان. مثل احتياجنا إليه فى هذا الزمان ، الذى يطالب فيه المسلمون أن نخرج لهم البحوث العلمية الصحيحة ، التى تنظم علاقاتهم بربهم ، وبمجتمعهم الكبير ، وأسرهم وأولادهم ، ومتطلبات أنفسهم. لأنه إذا كانت المباحث القرآنية متجلية للباحث بجميع نواحيها ، متجهة به إلى غايتها ، مبرزة لنواحى الحكمة فى دعوة القرآن إليها ، كان ذلك النهج باعثا للمطلع عليه إلى أن يسلك الطريق الذى رسمه القرآن ، حيث كان واضح الغاية ، محدد النهاية ، بارزا فى تصويره ، جامعا لكل الأهداف فى تحقيقه.
فإذا ما أشبع الإنسان رغبته من موضوع ، وانتقل إلى موضوع آخر ، منتهجا ذلك المنهج ، كان القرآن بيّنا للناس فى جميع نواحيه ، متجها بهم إلى جميع مراميه ، ولا شك أن ذلك المسلك ، وتلك الطريقة تؤدى بالناس إلى أن يفهموا القرآن ، فيتبيّنوا اتصالهم بواقع حياتهم ، حيث يرشدهم إلى الصالح منها ، ويجنبهم ما يكون حذرا لهم ، وعائقا عن طريق إسعادهم ..
وهذه هى أمثل الطرق فى التفسير ، خصوصا الذى يراد إذاعته على الناس ، بغية تفهيمهم ما تضمنه القرآن من أنواع الهداية ، وإبراز أن موضوعات القرآن ليست نظرية بحتة ، يسير الناس على نهجها ، دون أن يكون لها مثل واقعية تتصل بالأفراد والجماعات. فبمثل هذه التفسيرات الموضوعية ، يستشف