إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (١) اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ شَدِيدٍ (٢)
____________________________________
والعمل ، فتلك لم يأذن بها الله ، كما قال : (آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ) (١)؟ وهذا أذن به الله ، ويحتمل أن يكون المراد أن الرسول لا يقدر إلا على البلاغ ، أما إخراج الناس إخراجا خارجيا ، بأن يطاوعه الناس في الخروج من الظلمات ، إلى النور فإن ذلك ليس في مقدور الرسول وإنما هو بإذن الله ، وفق سنته التي سنها في الكون ، التي هي أن من أعطى القلب وهو شهيد مريد للحق ، دخل في قلبه هذا النور ، ومن ألقى السمع ، وليس بشهيد لا يدخل في قلبه هذا النور (إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) هذا بدل من قوله «إلى النور» فالنور هو صراط الله سبحانه «العزيز» مالك العزة والقوة والقدرة والإرادة «الحميدة» الذي يحمل العارفون لما له من الإنعام والإفضال ، فهم إنما يخرجون من صراط الذلة والجدب إلى صراط العزة والحمد ، فمن كفر فليعلم أن الله عزيز قاهر ، ومن شكر فليعلم أن الله متفضل حميد.
[٣] ثم فسر سبحانه «العزيز الحميد» بقوله (اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) فهو خالقها ومبدعها ومسيّر أمرها ، والمراد بالمظروف أعم من الظرف ، كما سبق في مثل هذه الآية الكريمة ، أن مصير المؤمنين بهذا الإله واضح لا مرية فيه ، فهو خير الدنيا وسعادة الآخرة ، وأما الكافرون به ، (وَوَيْلٌ لِلْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ شَدِيدٍ) والويل
__________________
(١) يونس : ٦٠.