وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا فَأَوْحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (١٣) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ
____________________________________
و «الإرادة» يستعمل كل منهما في معنى الآخر ، فمثلا «إذا أقمتم الصلاة» معناه ، إذا أردتم القيام إليها ، و (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ) معناه ، أنه يسر عليكم ، وعليه فالمراد ب «المتوكلون» من أراد التوكل.
[١٤] وإذ تمت الحجة على الأقوام ، وأظهروا القوة ، كما هو شأن كل جاهل حين تتم الحجة عليه ، ولا يريد الإذعان (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا) أي ننفيكم من بلادنا (أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا) أي إلا أن ترجعون إلى أدياننا وطريقنا ، وتسمية ذلك رجوعا باعتبار أن الكفار كانوا يظنون أن الرسل ـ قبل ادعائهم الرسالة ـ كانوا على طريقتهم ، ذاهلين أنهم كانوا على مبدأ التوحيد ، ولكنهم لم يكونوا مأمورين بإظهاره ، (فَأَوْحى إِلَيْهِمْ) أي إلى الرسل (رَبُّهُمْ) بعد إتمام الحجة ، ووصول الأمر إلى هذا الحد (لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ) بكل تأكيد ، ولا يحضرني الآن تاريخ يدل على أن رسولا نفي بعد مثل هذا الاحتجاج ، وإنما خرج بعض الرسل بأنفسهم هربا ـ كموسى عليهالسلام بالإضافة إلى أنه لم يكن بعد مثل هذا الاحتجاج ،
[١٥] (وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ) أيها الرسل (الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ) أي نجعل لكم فيها مسكنا ومستقرا ، وإنما نخرج المكذبين بالهلاك والفناء ، وقد ورد في الحديث «من أذى جاره حرم جواره» (١) وليس إخراج الكفار من
__________________
(١) راجع روضة الواعظين : ج ٢ ص ٣٨٧.