وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ (٢٠) وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ
____________________________________
[٢١] (وَما ذلِكَ) الإفناء والتجديد (عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ) أي بممتنع أو متعسر ، فذلك له سهل يسير ، أليس خلق السماوات والأرض شاهدا على يسر ذلك عليه سبحانه؟
[٢٢] ثم ينتقل السياق ، بعد أعمال الكفار المتطايرة ، إلى مشهد آخر من مشاهد الآخرة ، يقع فيه النزاع والتخاصم بين الرؤساء ، والمرؤوسين والشيطان ، فقد أعزى بعضهم بعضا ، وهناك تنازع وتخاصم هذه الفئة تلك : لماذا أوصلتها إلى هذا المصير المرّ الأليم؟ (وَبَرَزُوا) أي ظهر الكفار يوم القيامة (لِلَّهِ) في ساحة عدله ـ تشبيها بظهور الخصماء أمام الحاكم في ساحات المحكمة في الدنيا ـ (جَمِيعاً) فليس أحد منهم غائبا ، حتى لا يتم الخصام ويؤجل إلى غد وبعد غد ، وحيث أن ذلك مستقبل متحقق الوقوع ، جاء بلفظ الماضي «برزوا» (فَقالَ الضُّعَفاءُ) التابعون لرؤساء الكفار (لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) عن قبول الحق ، وهم الرؤساء الذين رأوا في قبول الإيمان ذهابا لكيانهم ، وتنقيصا لرئاستهم فبقوا على الكفر ، وجروا إليهم الضعفاء ، (إِنَّا كُنَّا لَكُمْ) أيها المستكبرون (تَبَعاً) أتباعا في الدنيا ، وتبع جمع تابع ، كغيب جمع غائب ، (فَهَلْ أَنْتُمْ) أيها الرؤساء (مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ)؟ أي هل أنتم دافعون عنا شيئا من عذاب الله الذي قد نزل بنا ، فإن لم تقدروا على دفع الكل فادفعوا البعض ، جزاء لنا حيث اتبعناكم في الدنيا ، فإن التابع إنما يتبع ، لأن يدفع المتبوع عنه ضرا ، أو يجلب