الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ
____________________________________
الْأَمْرُ) وفرغ الحاكم من الحكم على أتباعه بالنار والعذاب ، ولعل الإتيان بهذه الجملة ، بيان أنه لا يفيد شيء أصلا ، فقد انتهى الموضوع تماما ، (إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ) أيها البشر العاصون ، إنكم إذا آمنتم وعملتم الصالح جزاكم بالجنة والنعيم (وَعْدَ الْحَقِ) لم يكن فيه باطل وكذب وخداع (وَوَعَدْتُكُمْ) أن لا بعث ولا نشور ولا حساب ولا عقاب ، فافعلوا ما شئتم (فَأَخْلَفْتُكُمْ) أي كذبتكم ، ونسبة الخلف إلى نفسه ، للتشبيه بالذي وعده فيخلف ، للتقابل مع وعد الله سبحانه الذي يوفي ، وإلا فالخلف ليس من الشيطان ، وإنما اللازم أن يقول فكذبتكم في الوعد ـ أو على الأدق في الأخبار بأنه لا شيء هناك (وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ) أيها العصاة (مِنْ سُلْطانٍ) تسلط وقهر ، فلم يكن امتثالكم أمري جبرا منّي لكم ، (إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ) إلى نقض أوامر الله ومخالفته (فَاسْتَجَبْتُمْ لِي) وقد كانت دعوتي بالوسوسة والخفاء ، فلم تكن كدعوة الله سبحانه ببعث الرسل ونصب الحجج ، وإقامة الأدلة والبراهين وبيان المصالح في الأوامر والمفاسد في الزواجر ، والاستثناء منقطع إذ الدعوة لا تكون سلطانا وقد ذكرنا سابقا أن الاستثناء المنقطع إنما يؤتى به لفرض الكلام سابقا مطلقا ، ففي المقام ، كأنه قال «فلم يكن مني بالنسبة إليكم «إلا الدعوة» «أما السلطة فلا» (فَلا تَلُومُونِي) من الملامة ، أي لا تلقوا تبعة عقابكم عليّ (وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ) فأنتم خالفتم الحجة بمجرد الوسوسة والإغراء حيث كنتم تعلمون أنه خادع زائف ، أما الحال