كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ (٢٤) تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٥)
____________________________________
لفظ حتى الإنسان يسمى كلمة ، كما قال سبحانه : (وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ) (١) و (لِكَلِماتِ اللهِ) (٢) وفي الزيارة في وصف الأئمة «كلمة التقوى وأعلام الهدى» فإن الشيء الطيب إنسانا كان ، أو عملا أو لفظا ، (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ) أي كالشجرة الزاكية النامية الراسخة أصولها في الأرض ، والسامقة فروعها في السماء ، فكما أن الشجرة الطيبة هكذا ، كذلك الكلمة الطيبة (أَصْلُها ثابِتٌ) في الأرض (وَفَرْعُها فِي السَّماءِ) سامق عال فنرى الإنسان الطيب قوي الجذور في المجتمع كثير البقاء ، منتشر في النفوس ـ وإن كان الباطل منتفخا في المنظر ـ مضيقا عليه دروب الحياة في أيام وهكذا كل شيء طيب.
[٢٦] (تُؤْتِي أُكُلَها) الأكل الثمرة ، أي تعطي ثمرتها (كُلَّ حِينٍ) أي في جميع الأوقات (بِإِذْنِ رَبِّها) فإن الله سبحانه أذن وأجاز ذلك ، فإنه لو لا إجازته سبحانه لم تكن ولم تؤت ثمرا ، ولذا جاء بلفظ «الإذن» دون «الأمر» فإن الحياة لا تكون إلا بإذنه (وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) ما أودع فيهم من الفطرة السليمة ، وكم هذا المثل بالذات من القيمة ، فإن غالب الناس ـ في كثير من الأحيان ـ ينظرون إلى ما للباطل من جولة فيظنون أن الحق قد ذهب واضمحل ، ولكن
__________________
(١) النساء : ١٧٢.
(٢) الأنعام : ٣٥.