رَبَّنا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي وَما نُعْلِنُ وَما يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ(٣٨) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ (٣٩)
____________________________________
يمكن لإبراهيم عليهالسلام أن يريد المظهر في دعائه أو يجد الرياء إلى عمله سبيلا ـ كبعض الداعين ـ وهو العالم بأن الله سبحانه يعلم ما خفي وما علن؟ (رَبَّنا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي) في نفوسنا ، أو نخفيه عن الناس (وَما نُعْلِنُ) بإظهاره أمام الملأ ، فلا نفعل شيئا إلا لك ومن أجلك ، في حال نراك رقيبا علينا تعلم خفايانا (وَما يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ) فهو المطلع على كل شيء ، ولعل ذكر هذه الأدعية هنا ، للتعريض بكفار قريش حيث استجاب الله فيهم دعاء إبراهيم ، فالحرم آمن ، والثمرات تجبى ، والقلوب تهوى محلهم ، مع ذلك هم يكفرون بالله ، ولا يقيمون الصلاة ، وأعمالهم رياء ومكاء وتصدية.
[٤٠] ثم أخذ إبراهيم عليهالسلام في الشكر ، فإن الشكر مفتاح إجابة الأدعية ، إذ الشاكر يزاد والكفور يزاد ، كما قال سبحانه (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) (١) فقال عليهالسلام (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ) أي كبر سنّي (إِسْماعِيلَ) ابن هاجر (وَإِسْحاقَ) ابن سارة (إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ) أي يسمع دعاء من دعاه ، وليس كسائر العظماء لا يسمعون إلا دعاء بعض الناس لهم ، أو المراد بسميع الدعاء ، أنه يستجيب ، لأنه ربما يكون كناية عنه.
__________________
(١) إبراهيم : ٨.