الْحِسابُ (٤١) وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ (٤٢) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ
____________________________________
الْحِسابُ) أي يقوم الخلق للحساب ، فالإسناد مجاز عقلي.
[٤٣] وإذ يفرغ الكلام حول المثال بالنبي العظيم إبراهيم عليهالسلام ، للعبد الصالح لله سبحانه يرجع السياق نحو (الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً) فلا يظن أولئك أنهم عملوا ما شاؤوا بلا رقيب ولا حساب ، بل أنهم يؤخّرون حتى يأتي دورهم يوم القيامة (وَلا تَحْسَبَنَ) أي لا تظنن يا رسول الله ، أو كل من يتأتى منه التفكر في أمثال هذه الشؤون (اللهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) بأنفسهم ، أو بغيرهم ، فإن الله سبحانه عالم بكل حركة وسكون منهم ، وأن كل أعمالهم تكتب في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، وإنما لا يعجّل بالأخذ والانتقام لمصلحة مقررة ، وأن يثيب المظلوم ، ويظهر ما في نفس الظالم ، لئلا يكون له حجة (إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ) أي الظالمين يؤخر عقابهم (لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ) شخوص البصر ذهولها وعدم غمضها ، فإن يوم القيامة لا يدع المجرم أن يغمض بصره ، بل هو كالإنسان المسافر الذي لا يهدأ ، شاخص نحو الأهوال الجارية في القباحة ليرى ماذا يصنع به؟.
[٤٤] في حال كون الظالمين (مُهْطِعِينَ) الإهطاع الإسراع ، أي يسرعون إلى هنا وهناك لعلهم يجدون شفيعا أو مخلصا (مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ) الإقناع رفع الرأس ، أي رافعين رؤوسهم إلى السماء ليروا ماذا ينزل من طرفها حيث يرون الآيات الهائلة المتتالية التي تنزل من طرف العلو ،