وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (٢٠) أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (٢١) إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ
____________________________________
في العلانية فهل الأصنام كذلك؟ إنها ـ كما يأتي ـ (أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ) فكيف تعلم شيئا؟ وإذ يعلم سبحانه كل سر وجهر فإنه يجازي بكل ما يصدر من الإنسان في خفاء أو ملأ.
[٢١] (وَ) الأصنام (الَّذِينَ) إنما جيء بلفظ العاقل لزعم القوم أنها تعقل (يَدْعُونَ) أي يدعونها المشركون (مِنْ دُونِ اللهِ) من الأصنام والأوثان (لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً) فهل هم كمن خلق كل الأشياء؟ (وَهُمْ يُخْلَقُونَ) فإن الأصنام مخلوقة لله سبحانه ، أولا ، ثم منحوتة للناس ثانيا!
[٢٢] إنها (أَمْواتٌ) لا حياة لها ، فإن الموت يطلق لما من شأنه الحياة ، ولما ليس من شأنه الحياة ـ إذا قوبل مع الحيّ ـ (غَيْرُ أَحْياءٍ) لعل الإتيان بذلك لإفادة أنها لا حياة لها إطلاقا ، فليست حتى كالإنسان الميت الذي له حياة برزخية (وَما يَشْعُرُونَ) أي ما تشعر تلك الأصنام (أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) أي في أيّ وقت يكون بعثها ونشورها ، وهذا للمقابلة وإلا فليس للأصنام بعث بالمعنى الواقعي ، والحاصل أن ما هو ميت لا يقدر على حس وحركة ، ومن هو لا يعلم حتى يبعث كيف يكون إلها ، والحال أن الإله يجب أن يكون حيّا حتى يكون خالقا مدبرا ، ويجب أن يعلم متى يبعث المخلوقين للجزاء والحساب؟
[٢٣] وإذ تقرر أن هذه الأصنام لا تكون آلهة ف (إِلهُكُمْ) أيها البشر (إِلهٌ واحِدٌ)