رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ (٣٠) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ كَذلِكَ يَجْزِي اللهُ الْمُتَّقِينَ (٣١)
____________________________________
رَبُّكُمْ)؟ هل أنه صدق أو كذب خير أم شر؟ (قالُوا) في الجواب أنزل (خَيْراً) فإن القرآن خير وسعادة للدنيا والآخرة ، ثم يفصلون أنه كيف يكون خيرا ، قائلين (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا) الإيمان والأعمال (فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ) أي لهم مكافأة حسنة ، فإن الإيمان موجب لاطمئنان القلب وسعادة الحياة ، لأنه بما يقرره من المناهج يضمن خير الإنسان وسعادته.
(وَلَدارُ الْآخِرَةِ) لمن آمن واتقى (خَيْرٌ) من الدنيا ، لأن نعيمها لا يشوبه الكدر ، وليس له زوال واضمحلال بخلاف دار الدنيا (وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ) أي والآخرة نعم دار المتقين الذين اتقوا الكفر والمعاصي ، وهذا تأكيد لقوله «خير».
[٣٢] (جَنَّاتُ عَدْنٍ) بدل عن «دار» والجنة هي البستان ، وعدن بمعنى الخلود ، من عدن بالمكان أي أقام فيه ومنه «المعدن» لأنه المقيم في الأرض (يَدْخُلُونَها) أي يدخل المتقون تلك الجنات (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) من تحت قصورها وأشجارها (لَهُمْ) أي للمتقين (فِيها) أي في تلك الجنّات (ما يَشاؤُنَ) من الملذات كائنة ما كانت ، اما ما يستحيل فإنهم لا يشتهونه (كَذلِكَ) الذي تقدم من الخلود في الجنات ولهم ما يشتهون (يَجْزِي اللهُ الْمُتَّقِينَ) الذين يتقون