ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨) فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (٢٩) وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ
____________________________________
الذي يلقونه؟ إنه قولهم (ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ) فقد أنكروا عند الملائكة كفرهم وعصيانهم في دار الدنيا وظنوا أن الملائكة كالحكام في الدنيا يتمكن المراوغ إنكار ما سبق من جرمه عندهم ، وإن إنكارهم يفيدهم وقد تستمر هذه المراوغة بهم حتى في الآخرة يأتون حالفين لله قائلين (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) (١) إذ يأتي الجواب (انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) (٢) وهنا عند قبض الروح يأتي الجواب (بَلى) إنكم كنتم تعملون السوء (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) من المنكرات والمعاصي والكفر والشرك ، ولا ينفعكم الإنكار.
[٣٠] (فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ) كل صنف من بابه الخاص به (خالِدِينَ فِيها) أي في حال أنكم تخلدون فيها وتبقون هناك أبد الآبدين (فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) أي بئس منزلهم ، فإن مثوى ، محل من «ثوى» بمعنى اتخذ محلا ومكانا ، وقد كان هؤلاء الكفار متكبرين يستكبرون ويترفعون عن الإذعان لله ورسوله والأحكام.
[٣١] وإذ رأينا الحوار بين السائلين وبين الكفار وما صاروا إليه أخيرا من الخلود في النار ، فلننظر إلى المحاورة بين السائلين وبين المؤمنين (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا) أي للمؤمنين الذين اتقوا معاصي الله سبحانه ، والقائل لهم الأنبياء أو الملائكة أو الأئمة أو نحوهم (ما ذا أَنْزَلَ
__________________
(١) الأنعام : ٢٤.
(٢) الأنعام : ٢٥.