الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ (٢٧) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ
____________________________________
(الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ) تعادون المؤمنين (فِيهِمْ) أي بسببهم فإن الكافرين كانوا يعادون المؤمنين لأنهم لا يتخذون الأصنام آلهة ، فهم لأجل الجمادات الصم البكم كانوا يعادون إخوانهم المؤمنين؟ فلا يجد الكفّار جوابا فقد تكشف لديهم الأمور وضلّ عنهم ما كانوا يفترون.
وهنا يتعرض بعض المؤمنين للجواب ، (قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) من الأنبياء والأئمة والملائكة والصالحين (إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ) الفضيحة والعذاب ، في هذا اليوم (عَلَى الْكافِرِينَ) وإنما يقول ذلك لزيادة التقريع والتوبيخ ، فإن الشماتة تؤثر في النفس ما لا يؤثر العذاب في الجسم.
[٢٩] وإذ رأينا أحوال الكافرين في دنياهم حيث «أتاهم العذاب» وفي آخرتهم حيث لهم الخزي والسوء ، فلننظر إلى أحوالهم حال النزع وعند الانتقال من هذه الدار إلى الدار الآخرة ، فها هم (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ) أي تقبض أرواحهم (الْمَلائِكَةُ) الذين أرسلهم الله سبحانه لهذه المهمة (ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) أي في حال كون أولئك الكفّار ظلموا أنفسهم ، بأن عصوا فاستحقّوا العذاب والهوان ، والنون من «ظالمي» محذوف لإضافته إلى أنفسهم.
(فَأَلْقَوُا السَّلَمَ) أي أظهروا أولئك الكفار المسالمة ، وهو تشبيه بمن يلقي شيئا ، لكن الإلقاء هنا معقول كما يقال «فلان يلقي الخطابة» في مقابل الإلقاء المحسوس نحو «ألقى عصاه» ثم ... ماذا هو السلم