مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (٢٦) ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ
____________________________________
(مِنْ فَوْقِهِمْ) فلم يسقط من جوانبهم ، فإن السقف قد يسقط لكن على جانب الإنسان فلا يتأذى منه كثيرا ، أما إذا سقط من فوقه ، طبّقه ، مما يوجب هلاكه (وَأَتاهُمُ الْعَذابُ) أي عذاب الهلاك تحت السقف (مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) إذ كانوا يزعمون أن بنيانهم قوي محكم ، فكان احتمالهم للهلاك من ناحية خارجية غير جهة بنائهم ، فإذا بالبناء الذي بنوه ليكون لهم ملجأ ومحتمي صار قبرا لهم ، إن الإنسان ليبني البناء ثم يحبس فيه ليستريح ، لكن شخصا يأتي ويهدم البناء من أساسه حتى يقع السقف على الباني ، إن هذا مثل الكفار الذين يقاتلون الأنبياء عليهمالسلام فهم يمكرون لإخماد صوت الحق ، حتى إذا ظنوا أن مكرهم قد استحكم وأنهم يستريحون تحت ظله ، فلا يلفحهم الدين ، دبّر سبحانه ما يهدم مكرهم من أصله ، فإذا بهم ينكشفون للمجتمع بصورتهم البشعة ، وقد تعالت كلمة الله سبحانه ، وعلا صوت الحق ، حيث ذهب الكفار ومكائدهم أدراج الخسران والهلاك ، وكثيرا ما يأخذهم عذاب الله في الدنيا ، حيث إنهم غافلون غير شاعرين.
[٢٨] هذا حال من مكر بالأنبياء عليهمالسلام في الدنيا ، أما حالهم في الآخرة (ثُمَ) بعد الدنيا (يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ) الله سبحانه ويذلهم ويفضحهم على رؤوس الأشهاد (وَيَقُولُ) لهم على سبيل التقريع والتوبيخ (أَيْنَ شُرَكائِيَ) الموهومون الذين كنتم تشركونهم معي وتزعمون أنهم شركائي في الخلق والعبادة وسائر شؤون الألوهية