أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ (٢٥) قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ
____________________________________
أي أن إضلالهم كان بغير علم إذ إن الرؤساء لم يعلموا بصحة عبادة الأصنام ومع ذلك دعوا الناس إليها ، وهذا لزيادة تقريعهم ، إذ كيف يجوز لهم أن يدعو الناس إلى شيء هم لا يعلمون صحته؟ (أَلا) فلينتبه السامع (ساءَ ما يَزِرُونَ) أي بئس الحمل حملهم لأوزار أنفسهم وبعض أوزار أتباعهم ، فإن ذلك موجب للعذاب والعقاب.
روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : أيما داع دعا إلى الهدى فاتبع فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئا وأيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع فإن عليه مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا (١).
[٢٧] وإذ سبق أن المشركين يقولون عن القرآن أنه أساطير الأولين ، وبطبيعة الحال إنهم يمكرون ويحتالون لإخماد صوت الأنبياء ، فليعلموا ، ويعلم معهم غيرهم أن لا محصّل لمكرهم ولا نجاح لخططهم ف (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من الكفار ودبّروا المؤامرات لإبطال الدين ، وإخماد صوت المرسلين (فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ) أي توجه سبحانه نحو بنائهم ، والمراد بالبنيان ، ما بنوه من المكر والحيلة ، تشبيها بالأبنية الخارجية (مِنَ الْقَواعِدِ) أي من أسسه ، كالذي يهدم بناء بهدم أساسه وأصله فقد أبطل سبحانه أصل حيلتهم ومكرهم.
(فَخَرَّ عَلَيْهِمُ) أي سقط على الكفار (السَّقْفُ) أي سقف بنيانهم
__________________
(١) المستدرك : ج ١٢ ص ٢٣٠.