قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٢٤) لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ
____________________________________
وهل أنهم يعتقدون به أم لا؟ (قالُوا) في الجواب (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) جمع أسطورة ، أي قصصهم الخيالية الوهمية فقد كانوا يقولون عن القرآن إنه خرافات القدماء لا حصة له من الحقيقة والواقع ، وليس المراد لهم أنه منزل من عنده سبحانه لأنهم ينكرون الإله ، وينكرون ما أنزل ، وإنما يريدون رمي القرآن بالخرافة والأسطورة ، وقد كان أحدهم يقول : إن محمدا يأتيكم بأخبار أنبياء الروم ـ يريدون الأنبياء المبعوثين حول الشام ، فقد كان الشام يومئذ من ممتلكات الروم ـ وإنما أتيتكم بأخبار ملوك الفرس ، ثم يقص عليهم قصصا وهمية من الأكاسرة ومن إليهم.
[٢٦] وإنما كان هؤلاء المشركون يكفرون بالله والمعاد والرسالة (لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) اللام للعاقبة ، نحو (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) (١) فإن قصد أولئك ليس حمل الأوزار ، وإنما عاقبة تكذيبهم أن يحملوا ذنوبهم ـ فإن الوزر بمعنى الذنب ـ كاملة بلا نقص في يوم القيامة فإن من لا إيمان له يحمل ذنبه كاملا بخلاف من له الإيمان فإنه ينقص من ذنبه ويعفى عنه لمكان إيمانه (وَ) يحملون هؤلاء الكفار ـ الرؤساء ـ في يوم القيامة ، بالإضافة إلى أوزار أنفسهم (مِنْ أَوْزارِ) أي بعض ذنوب (الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ) من أتباعهم ، فإن الرؤساء سبب إضلال الأتباع ، وإنما يحملون بعض ذنوب أولئك مما صار الرؤساء السبب أما غيرها من سائر ذنوبهم ، كما لو قتلوا إنسانا أو شربوا خمرا ، أو ما أشبه مما لا يرتبط بهؤلاء الرؤساء فهم المسؤولون عنها دون الرؤساء (بِغَيْرِ عِلْمٍ)
__________________
(١) القصص : ٩.