رَبِّكَ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٣٣) فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٣٤) وَقالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ
____________________________________
رَبِّكَ) بإهلاكهم بعذاب الاستئصال (كَذلِكَ) أي كفعل هؤلاء الذين لا يؤمنون حتى يموتوا أو يعذبوا (فَعَلَ) الكفار (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) فإنهم لم يؤمنوا بالرسل ، حتى جاء أمر الله بإهلاكهم وتدميرهم (وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ) حيث أهلكهم وأرسل عليهم العذاب (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) بالكفر والعصيان وكان العذاب جزاء أعمالهم ، كالقطع الذي يصيب السارق فإنه جزاء سرقته لا أن القاضي ظلمه.
[٣٥] (فَأَصابَهُمْ) أي وصل إلى أولئك الذين من قبلهم من الكفار (سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا) أي عقاب أعمالهم وسمي العقاب سيئة لأنه يسيئ إلى الشخص ، وللتجانس اللفظي كقوله سبحانه (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) (١) (وَحاقَ بِهِمْ) أحاط بهم ووصل إليهم (ما كانُوا) أي العذاب الذي كانوا (بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) أو المراد نتيجة استهزاءهم وعاقبة سخريتهم.
[٣٦] ثم يأتي السياق ليبين مقولة جديدة من مقالات المشركين ، إنهم في هذه المرة يتفلسفون ناسبين كفرهم وأعمالهم السيئة إلى إرادته سبحانه (وَقالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا) بأن جعلوا مع الله شريكا (لَوْ شاءَ اللهُ) أن نعبده وحده ولا نتخذ معه شريكا (ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ) من
__________________
(١) الشورى : ٤١.