لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٤٤) أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (٤٥) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ (٤٦)
____________________________________
سبحانه ، بعد ما نسيه الإنسان ، والذكر يشير إلى ما أودع في فطرة الإنسان من معرفته سبحانه (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) من الأدلة على المعارف ، وما فرضه سبحانه عليهم من الأحكام (وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) أي لكي يتفكروا في الآيات الكونية ، فإن الإنسان إذا ألفت إلى شيء أخذ يتفكر حوله ، والحاصل إن الإنزال لسببين تبيينك للناس ، وتفكرهم.
[٤٦] ثم يعد سبحانه المشركين والعاصين بالعذاب إن تمادوا في كفرهم وغيّهم (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ) أي عملوها ، والمراد دبّروا المكائد لإخماد صوت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهدم الإسلام (أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ) كما خسف بقارون والاستفهام تهويلي جيء لبيان أنه يلزم عليهم أن يحتملوا ذلك (أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) بإنزال صاعقة عليهم ، أو غلبة النبي عليهم في حرب فجائية ، فيقتلون ويؤسرون.
[٤٧] (أَوْ يَأْخُذَهُمْ) الله (فِي تَقَلُّبِهِمْ) أي في حالة من حالات تحوّلهم من هنا إلى هناك ، أو من عمل إلى عمل ، في ليل أو نهار ، بأن يميتهم موت فجأة (فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ) لا يتمكنون من تعجيز الله حتى لا يقدر عليهم ، فإنه سبحانه لا يمتنع عليه شيء.