وَاللهُ أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ (٧٧) قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٧٨) قالَ مَعاذَ اللهِ
____________________________________
ظاهرية لا واقع لها ، «شر» هنا مجرد عن معنى التفضيل ، فلم يكن يوسف وأخوه صاحبي شر ، كما قال سبحانه (أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا) (١) مع أنه لا خير في أصحاب النار (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ) به يوسف من السرقة ، فإنه عالم أنه لم يسرق.
[٧٩] ولما رأى الأخوة أن يوسف عليهالسلام مصمم على إبقاء بنيامين عنده وقد أعطوا أباهم موثقا أن يرجعوه ، جاءوا إليه من باب الرجاء والالتماس (قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ) وقد كان الملك ، أو كبير الوزراء ، يسمى عزيزا في عرف أهل مصر (إِنَّ لَهُ) أي لهذا الأخ (أَباً شَيْخاً كَبِيراً) يستحق العطف ، ولعل المراد بالشيخ العظيم المنزلة ، حتى يكون «كبيرا» تأسيسا لا تأكيدا ، فإن الشيخ يستعمل في كثير المال ، وكثير العمر ، وكثير السن ، وكثير المنزلة ، وكثير الأولاد ـ على ما قالوا ـ (فَخُذْ) أيها العزيز (أَحَدَنا) أي أحد العشرة (مَكانَهُ) أي عوض بنيامين ، فقد أخذ علينا أبونا العهود والمواثيق على أن نرجعه إليه ، فلا يمكننا أن نذهب بدونه (إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) إلى الناس وإلينا ، ونحن نأمل هذا منك لإحسانك ، فإن المحسن مأمول.
[٨٠] (قالَ) يوسف عليهالسلام في جوابهم (مَعاذَ اللهِ) «معاذ» مصدر ميمي من عاذ يعوذ ، أي استجار والتجأ ، وهو منصوب بالمصدر ، أي أعوذ بالله
__________________
(١) الفرقان : ٢٥.