قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً (٧٠) فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها قالَ أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً (٧١) قالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (٧٢) قالَ لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي
____________________________________
[٧١] (قالَ) خضر عليهالسلام (فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي) وكنت معي تشاهد بعض الأشياء ، التي لا تستقيم مع ظواهر الشريعة (فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ) تراه (حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً) فإني أنا أفسره لك فيما بعد ، وعلى هذا القرار تبع موسى خضرا عليهالسلام.
[٧٢] (فَانْطَلَقا) معا يمشيان على شاطئ البحر (حَتَّى) وصلا إلى سفينة و (إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها) خضر ، بأن قطع بعض ألواحها ، حتى دخلها الماء (قالَ) موسى مستنكرا هذا العمل (أَخَرَقْتَها) يا خضر (لِتُغْرِقَ أَهْلَها)؟ فما هذا العمل العجيب منك؟! ـ (لَقَدْ جِئْتَ) يا خضر (شَيْئاً إِمْراً) أي منكرا عظيما ، فإن إمر في اللغة ، بمعنى الداهية العظيمة ، وهو مشتق من الأمر ، لأنه الفاسد الذي يحتاج أن يؤمر بتركه.
[٧٣] (قالَ) خضر (أَلَمْ أَقُلْ) لك (إِنَّكَ) يا موسى (لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) فقد شرطت على اتباعك لي أن تصبر ، فكيف اعترضت عليّ هذا الاعتراض ، ولم تصبر حتى أحدثك بالنتيجة؟
[٧٤] (قالَ) موسى عليهالسلام بعد أن تذكر الشرط (لا تُؤاخِذْنِي) يا خضر (بِما نَسِيتُ) من الشرط حين سألتك واعترضت عليك (وَلا تُرْهِقْنِي