وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً (٩٧) قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (٩٨) وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً (٩٩) وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً (١٠٠)
____________________________________
ويصعدوه ، يقال ظهر السطح أي علاه (وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً) أن ينقبوا السد من أسفله ، ويحدثوا فيه فجوة ، وسربا ونفقا ، ليأتوا إلى أولئك ، وبذلك استراح القوم من شرهم.
[٩٩] ولما أتم ذ والقرنين السد لم يأخذه البطر والكبر ، كما هو عادة الملوك بل (قالَ) متواضعا مذكرا أنه من فضل الله سبحانه عليه وعليهم (هذا) السد (رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي) حيث أمكنني من ذلك ، وأراحكم من شر المفسدين (فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي) بقيام القيامة (جَعَلَهُ) سبحانه (دَكَّاءَ) أي مدكوكا متساويا مع الأرض (وَكانَ وَعْدُ رَبِّي) بإتيان القيامة (حَقًّا) لا خلف فيه.
[١٠٠] وحيث ينتهي السياق من قصة الملك العادل ذي القرنين ، وكيف سار وكيف عمر وعدل ، وبمناسبة «وعد ربي» يأتي السياق ليبين أحوال القيامة (وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ) أي يوم القيامة (يَمُوجُ فِي بَعْضٍ) مختلطين كحال المياه المائجة باضطراب ، والضمير ، إما يعود إلى يأجوج ومأجوج ، وإما يعود إلى الناس ، المفهوم من الكلام (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) لأجل إحياء البشر بعد موتهم (فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً) أي جمعنا الخلائق كلهم في صعيد واحد مجتمعين للحساب.
[١٠١] (وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ) في ذلك اليوم (لِلْكافِرِينَ عَرْضاً)