طه (١) ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى (٢) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى (٣) تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى (٤)
____________________________________
[٢] (طه) فيه أقوال : منها أنه رمز بين الله والرسول ، ومنها أن المراد : أن القرآن المعجز مؤلف من «طاء» و «هاء» وسائر حروف الهجاء ، التي هي من جنسهما ، ومنها أنه اسم للرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم قال الصادق عليهالسلام : «وأما طه : فاسم من أسماء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعناه : يا طالب الحق الهادي إليه» (١).
[٣] (ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ) يا رسول الله (الْقُرْآنَ لِتَشْقى) الشقاء استمرار ما يشق على النفس ، والسعادة عكسه ، أي لم يكن نزول القرآن عليك لأجل شقائك وإنما لأجل سعادتك وراحتك. فقد روي عن الإمام الكاظم عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهمالسلام أنه قال : لقد قام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عشر سنين على أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه واصفر وجهه ، يقوم الليل أجمع ، فقال الله عزوجل : (طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) بل لتسعد به (٢).
[٤] (إِلَّا تَذْكِرَةً) أي إنما هو تذكرة وذكرى (لِمَنْ يَخْشى) الله سبحانه ، والتذكرة والتذكير مصدران لباب التفعيل ، وإنما كان تذكرة لأن الأصول والفروع بصورتها الإجمالية كامنة في نفس كل إنسان.
[٥] وقد نزل (تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ) وإنما كان تنزيلا لأن الله سبحانه أعلى مرتبة عن البشر فما يأتي منه تنزيل وإن لم يكن علو خارجي ، أو باعتبار إتيان جبرائيل به من السماء (وَالسَّماواتِ الْعُلى) أي الرفيعة
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٦ ص ٨٦.
(٢) المستدرك : ج ٤ ص ١١٨.