الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى (٥) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى (٦) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى (٧)
____________________________________
العالية ، وهو جمع العلياء ، كالدنى جمع الدنيا ، مؤنث الأعلى والأدنى ، فالذي خلق الكون هو الذي أرسل هذا المنهاج ، فما أجدر به أن يتبع منهاج المالك العالم.
[٦] وهو (الرَّحْمنُ) الذي يترحم ويتفضل فله الخلق والرحم (عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) أي استولى وهو كناية عن المالكية المطلقة ، يقال جلس الملك على العرش أي استولى وسيطر على المملكة.
[٧] (لَهُ ما فِي السَّماواتِ) ظرفا ومظروفا ، وقد تقدم أنه قد يطلق أحدهما ويراد به الأمران (وَما فِي الْأَرْضِ) مما قرب منهما كالإنسان والحيوان والنبات والأنهار وغيرهما (وَما بَيْنَهُما) من الفضاء ، والهواء ، وسائر الأشياء المتوسطة بينهما (وَما تَحْتَ الثَّرى) وهو التراب ، وما تحته كالمعادن والكنوز وهذا لتأكيد كونه مالكا مطلقا لكل شيء.
[٨] وهو بالإضافة إلى كونه خالقا مالكا راحما مستوليا ، عالما بكل شيء (وَإِنْ تَجْهَرْ) يا رسول الله أو كل من يأتي منه الجهر (بِالْقَوْلِ) بأن ترفع صوتك بما تقول ، وقد أطلق «تجهر» وأريد منه «إرادة الجهر» أي لا حاجة إلى الجهر في الدعاء (فَإِنَّهُ) سبحانه (يَعْلَمُ السِّرَّ) الذي يناجي به أحدنا غيره (وَأَخْفى) من السر كالذي في الصدور من الأفكار والوساوس ، فقد خلق هو سبحانه جهر الكون وسره «وهو ما تحت الثرى» ويعلم جهر الصوت وسره والأخفى من السر ، وقد روي