إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً (١٠) فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى (١١) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (١٢) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ
____________________________________
قليلا (إِنِّي آنَسْتُ ناراً) أي أبصرت نارا هناك ، فإن الإيناس وجدان الشيء الذي يؤنس به (لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها) من تلك النار (بِقَبَسٍ) شعلة أقتبسها وآخذها لندفأ ونصطلي (أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً) أي أجد على النار هاديا يدلني على الطريق ، فإن النار غالبا لا تخلو من أهل عند ما أشعلوها.
[١٢] (فَلَمَّا أَتاها) أي جاء موسى إلى النار وجدها تتقد في شجرة (نُودِيَ) من طرف الشجرة (يا مُوسى).
[١٣] (إِنِّي) المتكلم معك (أَنَا رَبُّكَ) وقد علم موسى صدق الكلام لخوارق ظهرت عند ذلك مما دلت على أن النداء ليس إلا من جانبه سبحانه (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ) أي انزعهما ، فإن الإنسان إذا أراد أن يمشي في محل مقدس كان من الاحترام أن يمشي حافيا (إِنَّكَ) يا موسى (بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ) أي المنزه عن الأنجاس (طُوىً) اسم الوادي ، أو لأنه طوي بالقدس مرتين ، مرة بتقديس الأرواح واصطفاء الملائكة ، ومرة باصطفاء موسى ، وتكليم الله معه ، فقد روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إنه سئل عن الوادي المقدس؟ فقال : لأنه قدست فيه الأرواح واصطفيت فيه الملائكة ، وكلّم الله عزوجل موسى تكليما (١).
[١٤] (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ) أي اصطفيتك للرسالة (فَاسْتَمِعْ) يا موسى
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٣ ص ٦٦.