لِما يُوحى (١٣) إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (١٤) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى (١٥)
____________________________________
(لِما يُوحى) إليك من كلامه ، فاصغه واعمل به.
[١٥] ولما استعد موسى عليهالسلام للاستماع أوحى إليه الله قائلا : (إِنَّنِي) المتكلم معك (أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا) فلا شريك لي ولا مثيل (فَاعْبُدْنِي) أي ائت برسوم العبودية لأجلي خالصا (وَأَقِمِ الصَّلاةَ) ائت بها كاملة بآدابها وشروطها (لِذِكْرِي) لأن تذكرني بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والتمجيد ، فإن الصلاة إنما شرعت لكونها ذكر الله سبحانه.
[١٦] هذا حول المبدأ ، أما المعاد (إِنَّ السَّاعَةَ) يوم القيامة الذي يحشر فيه الخلائق (آتِيَةٌ) لا محالة (أَكادُ أُخْفِيها) قد يعبر بهذا التعبير لبيان أن الشيء ظاهر ولكن المتكلم يريد إخفاءه ، يقول أكاد أخفي قلمي ـ فيما إذا كان ظاهرا ـ وقد يعبر لبيان أن الشيء ظاهر قريب بإخفاء ، فهو كالشيء الذي يراد إخفاءه ، ليس ظاهرا كل الظهور ، ولا مخفيا كل الإخفاء ، والظاهر أن هذا المعنى هو المراد هنا ، إذ الساعة بين الظهور والخفاء ، فأصلها ظاهر ، ووقتها مخفي ، وإنما يراد إخفاءها بهذا المقدار (لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى) فإن الساعة لو كانت ظاهرة لكل أحد لم يكن سعي الناس في الطاعة إلا خوفا من العاقبة الحتمية المعلومة لديهم ، أما إذا كانت مخفية ـ ولو في الجملة ـ كان الجزاء حسب السعي الطبيعي ، لا السعي الجبري ، وقد كان من حكم إخفاء الساعة إن الإنسان لا يدري متى تأتي فهو بين خوف ورجاء ، ألا ترى