فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى (١٦) وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى (١٧) قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى (١٨)
____________________________________
أن الموت لو كان معلوم الوقت ، كان هذا العالم بغير هذا الشكل الذي نراه إذ وقف من قرب أجله عن العمل ، وغلا من بعد في الإسراف والتبذير ، وهكذا ، ومعنى بما تسعى : ما تعمل من خير أو شر.
[١٧] (فَلا يَصُدَّنَّكَ) لا يمنعنك يا موسى (عَنْها) عن الساعة ، والمراد عن الاستعداد والتهيؤ لها (مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها) بأن يوسوس إليك لتترك التهيؤ والعمل لأجلها (وَاتَّبَعَ هَواهُ) بأن عمل حسب ما يشتهيه لا حسب ما ينقذه عند الساعة (فَتَرْدى) أي تهلك كما هلك الذي لا يؤمن.
[١٨] ثم خاطبه سبحانه بقوله : (وَما تِلْكَ) ما هذا الشيء الذي (بِيَمِينِكَ) في يدك اليمنى (يا مُوسى)؟ وقد علم الله ما في يده ، ولذا قال (ما تِلْكَ) بالإشارة إلى المؤنث رعاية لكون العصا مؤنثة ، وإنما أراد توجيه موسى عليهالسلام إليها ، ليوقع المعجز بها.
[١٩] (قالَ) موسى عليهالسلام في الجواب (هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها) أعتمد عليها في مشيي ، فإن التوكؤ بمعنى التحامل على العصا في المشي ، والتوكؤ والاتكاء بمعنى واحد ، كالتوقي والاتقاء (وَأَهُشُّ بِها) والهش ضرب ورق الشجر ليتساقط ، أي أسقط بها ورق الشجر (عَلى غَنَمِي) أي لغنمي ، وحيث إن الورق يقع من فوق على الغنم جيء ب «على» (وَلِيَ فِيها) في العصا (مَآرِبُ) جمع مأرب وهي الحاجة (أُخْرى)