ضُحًى (٥٩) فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتى (٦٠) قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى (٦١)
____________________________________
أن يجمع الناس في يوم الزينة في محل خاص ، ولذا لم يتعرض للمكان لمعلومية المحل من حشر الناس (ضُحًى) أي وقت ارتفاع الشمس في ذلك اليوم لئلا يلتبس عليهم الأمر بواسطة الظلمة ، وقد جعل يوم الزينة ، لأن الناس فيه مستعدون ولا يشتبه من لا يعرف الحساب وقته.
[٦١] (فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ) انصرف عن المجلس على هذا الموعد (فَجَمَعَ كَيْدَهُ) أي كل ما قدر عليه من المكر ، وذلك بجمع السحرة من أطراف مملكته (ثُمَّ أَتى) إلى الموعد ، في يوم الزينة.
[٦٢] ولما اصطف الجانبان ، فرعون والسحرة وملأه ، وموسى وهارون ومن معهما (قالَ لَهُمْ) أي لأولئك الذين جاءوا لمبارزته (مُوسى وَيْلَكُمْ) هي كلمة وعيد وتهديد أي ألزمكم الله العذاب والنكال بسبب ما قصدتم من إبطال آيات الله ، وما جئتم به من السحر (لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً) بأن تجعلوا له شريكا ، أو تنسبوا معجزاته إلى السحر ، فإنه افتراء على الله الذي زودني بهذه المعجزات.
(فَيُسْحِتَكُمْ) أي يهلككم ، فإن سحت وأسحت بمعنى أهلك (بِعَذابٍ) من عنده يأخذكم ويفنيكم (وَقَدْ خابَ) أي خسر (مَنِ افْتَرى) على الله الكذب ونسب إليه باطلا ، وإنما يخسر دنياه وآخرته.
[٦٣] وقد ألقى موسى عليهالسلام هذا الكلام مقدمة للشروع في المباراة ، لعلهم