فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوى (٦٢) قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى (٦٣) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا
____________________________________
يتعظون ولا يعرضون أنفسهم للخطر والهلاك ، وقد أحدث هذا الكلام بين صفوف القوم شقا وتنازعا فصار بعضهم مع موسى وبعضهم مع فرعون ، وأخذوا يتناجون بينهم هل يصدق موسى عليهالسلام أم لا؟ وهكذا تأخذ البليغة مكانتها في النفوس ، وإن لم تؤثر في الإتباع حالا (فَتَنازَعُوا) أي تنازع أصحاب فرعون ، في (أَمْرَهُمْ) وأخذ كل قسم منهم طرفا من طرفي موسى وفرعون (بَيْنَهُمْ) جيء بهذه اللفظة ، لئلا يسبق إلى الذهن كون التنازع كان بين الجانبين (وَأَسَرُّوا النَّجْوى) أي أخذ بعضهم يناجي الآخر سرا حول موسى وأنه هو صادق أم لا؟
[٦٤] وأخيرا أخذ أصحاب فرعون يؤيدون كلام فرعون ويحركون الناس من جهة العاطفة ليقووا به قلوب المترددين (قالُوا إِنْ) أي نعم ـ كما قال فرعون : أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك ـ (هذانِ) موسى وهارون (لَساحِرانِ) فما العصي واليد إلا سحرا (يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ) أيها الأقباط (مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما) فإنهم لو غلبوا أخرجوا كل مخالف لهم عن البلاد المصرية (وَ) يريدان أن (يَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى) أي طريقة دينكم ، لتكونوا متدينين مثلهما وتتركوا طريقة آبائكم و «المثلى» مؤنث الأمثل ، أي الأفضل والأحسن.
[٦٥] ثم قالوا للمترددين منهم (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ) فلا تدعوا شيئا منه إلا جئتم به (ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا) واحدا ، بلا تفرق ، وليس المراد الإتيان في