وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى (٨٠) كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى (٨١) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى (٨٢)
____________________________________
«وواعدناكم» والإتيان من باب المفاعلة كأنه لا بد كون الوعد من الطرفين الإعطاء والأخذ بخلاف مثل وعدته أي المتكلم له مع الأمر فإنه وعد ، لا مواعدة (وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَ) وهو نوع من الصمغ الحلو (وَالسَّلْوى) وهو طير لذيذ يسمى السماني ، وذلك حين كنتم في التيه ـ كما مر تفصيله في سورة البقرة ـ.
[٨٢] وقلنا لكم (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) المراد بالأمر الإباحة ، أي أبحنا لكم أكل الطيبات (وَلا تَطْغَوْا فِيهِ) فيما رزقناكم ، بأن تستعملوه في الحرام ، كالربا والاحتكار والغش وأشباهها ، فإنها طغيان وتعد عن الحد في الرزق الحلال (فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي) لو طغيتم في رزقي والفعل مجزوم ـ بالفتحة ـ لكونه في جواب النهي (وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي) بأنه عمل بالمعاصي فاستحق العقاب (فَقَدْ هَوى) أي هلك ، كالذي يهوي من السطح إلى الأسفل.
[٨٣] ثم بينا لكم أن من هوى لا ينقطع عن الله إلى الأبد ، بل باب التوبة مفتوح أمامه (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ) مبالغة من الغفران (لِمَنْ تابَ) عن معاصيه السابقة التي أظهرها الشرك (وَآمَنَ) بالله ورسوله وما أنزل (وَعَمِلَ صالِحاً) بأن صحت عقيدته وعمله (ثُمَّ اهْتَدى) أي بقي على الهداية إلى أن يموت ، أو المراد بيان أن الاهتداء ليس عقيدة في