إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى (١١٨) وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى (١١٩) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ قالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى (١٢٠)
____________________________________
تعب العمل وكد الاكتساب وزحمات الدنيا ، فإن الشقاء التعب ، كما تقدم في قوله : (طه* ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) (١) وإنما جاء بالمفرد لأن المخاطب آدم ، ورعاية لرؤوس الآي ، وإلا فالمراد شقاء كليهما.
[١١٩] ثم بين سبحانه محاسن البقاء في الجنة التي تزول بالخروج منها ، وقد كان الأمر للإرشاد كأوامر الطبيب الذي يقول إن عملت بهذه الوصفة ، لم تمرض ، فإن أمره إرشادي ليس بواجب وإنما تعود الفائدة إلى المريض بذاته (إِنَّ لَكَ) يا آدم (أَلَّا تَجُوعَ فِيها) أي في الجنة لسعة طعامها وعدم التعب في تناوله (وَلا تَعْرى) لكثرة ثياب الجنة ، فلا يبقى الإنسان فيها عاريا ، وبحاجة إلى الكد والعمل لتحصيل الثياب.
[١٢٠] (وَأَنَّكَ) يا آدم (لا تَظْمَؤُا فِيها) أي لا تعطش في الجنة لوفرة مياهها (وَلا تَضْحى) يقال ضحى الرجل إذا برز للشمس ، أي لا يصيبك حر الشمس.
[١٢١] (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ) أي ألقى في نفس آدم (الشَّيْطانُ) إلقاء خفية (قالَ يا آدَمُ) إنك لا تبقى في الجنة أبدا إلا أن تعمل بوصيتي وتأخذ بإرشادي ف (هَلْ أَدُلُّكَ) وأعرفك (عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ) الشجرة التي من أكل منها خلد في الجنة ولم يخرج منها أبدا (وَمُلْكٍ لا يَبْلى) لا
__________________
(١) طه : ٢ و ٣.